قرار منظمة الصحة العالمية يمثل بارقة الأمل للمصابين بالتصلّب العصبي المتعدد في جميع أنحاء العالم
تمت إضافة العلاجات المُعدّلة لمرض التصلّب العصبي المتعدد إلى قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية
Last updated: 29th August 2023
أضافت منظمة الصحة العالمية (WHO) ثلاثة علاجات مُعدّلة (DMTs) لمرض التصلّب العصبي المتعدد (MS) إلى قائمة الأدوية الأساسية الخاصة بها في سابقة هي الأولى من نوعها.
وفي حديثها عن حركة التصلّب العصبي المتعدد العالمية سلطت الأستاذة مي شعراوي، رئيسة مجلس أمناء الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المتعدد (MSIF)، الضوء على الأثر الإيجابي لقرار منظمة الصحة العالمية، كما أشادت بالجهود التي تبذلها المنظمات الأعضاء والعديد من المنظمات الأخرى.
“يُعد إدراج منظمة الصحة العالمية (WHO) لثلاثة علاجات مُعدّلة لمرض التصلّب العصبي المتعدد ضمن قائمة الأدوية الأساسية (EML) قرارًا بالغ الأهمية يؤكد على التحديات الصحية المُلحة التي يواجهها المصابون بالتصلّب العصبي المتعدد ومقدمو الرعاية لهم في جميع أنحاء العالم وخاصة في البلدان التي غالبًا ما يكون الوصول فيها للعلاجات المعدّلة للمرض محدودًا أو غير متوفر كما هو موضح في أطلس التصلّب العصبي المتعدد.
“سيُسهل هذا الإدراج عملية شراء هذه الأدوية وتوفرها ومعقولية تكاليفها، الأمر الذي يحسن في نهاية المطاف النتائج الصحية وجودة حياة المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد في جميع أنحاء العالم. لم يكن هذا الإنجاز ممكنًا لولا الجهود المتضافرة والدؤوبة للمنظمات الأعضاء في الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المتعدد والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية والباحثين في علاج وأبحاث التصلّب العصبي المتعدد والمنظمات العصبية والمصابين بالتصلّب العصبي المتعدد والأفراد المتفانين الذين عملوا معًا كفريق رائع ملتزم بتحسين الصحة العالمية.”
قرار تاريخي
وبهذا القرار التاريخي، تُقر منظمة الصحة العالمية بالأهمية البالغة لتوفير علاجات التصلّب العصبي المتعدد في جميع المنظومات الصحية في جميع الأوقات. إنها لحظة فارقة في تاريخ مرض التصلّب العصبي المتعدد، وتمثل خطوة حاسمة نحو تحسين الوصول إلى علاجات مرض التصلّب العصبي المتعدد للمتعايشين مع مرض التصلّب العصبي المتعدد، وخاصة المقيمين منهم في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل أو بلدان منخفضة الموارد، حيث يواجهون عقبات كبيرة في الوصول إلى علاجات مرض التصلّب العصبي المتعدد مثل سناء من المغرب.
سناء، 40 عامًا، تم تشخيص إصابتها بالتصلّب العصبي المتعدد عندما كانت في السادسة والعشرين من عمرها. وكانت عازبة وفي بداية حياتها المهنية وقد حصلت للتو على قرض عقاري.
“تم تشخيص مرضي في عام 2008 ولكن في الواقع بدأت تظهر الأعراض لديَّ في عام 2000. وبدأت أعاني عدم وضوح الرؤية ولكن في ذلك الوقت كنت أستعد للحصول على شهادة الدبلوم وكنت أعمل أيضًا، لذلك اعتدت أن أبدأ يومي عند 8:00 صباحًا وأُنهي يومي عند منتصف الليل أو في 1:00 صباحًا، لذلك لم أشعر بالقلق. ومرت عدة سنوات ولم تكن الأعراض ظاهرة طوال الوقت بل كانت تظهر وتختفي. وبعد سبع سنوات بدأت أعاني صعوبة في المشي وبدأت أشعر بثقل في ذراعي. كنت أمارس الكثير من الرياضات، لذلك كان من الواضح جدًا أن الأمور ليست على ما يرام. في البداية توجهت لطبيب روماتيزم، لكنه أحالني إلى طبيب أعصاب.”
اتخذت حياة سناء منعطفًا غير متوقع عندما تم تشخيص إصابتها بمرض التصلّب العصبي المتعدد.
“كنت محطمة. رأيت مستقبلي المهني ينهار. لم تكن هناك موارد مالية متاحة لتوفير الدعم. في ذلك الوقت، كنت قد اشتريت منزلي للتو وبعد سداد أقساط القرض العقاري لم يتبقَّ لي سوى 400 درهم مغربي (35 دولارًا) أو 500 درهم مغربي (45 دولارًا) في الشهر. وكان عليّ أن أقترض المال من الآخرين لمجرد التشخيص. ولم يكن لديَّ ما يكفي من المال للحصول على العلاج. ومع ذلك، أخبرتني طبيبة الأعصاب أن الانتكاس كان خفيفًا، لكنه سيصبح أكثر خطورة. وفهمت رسالتها، لذلك حاولت أن أبدأ علاجي رغم أنه لم يكن لديَّ موارد لفعل ذلك.”
وبدعم من صاحب العمل وعائلتها وجمعية خيرية محلية، تمكنت سناء من البدء في العلاج المعدِّل لإدارة المرض. ومع ذلك، بعد 19 شهرًا نفد التمويل وتُركت دون علاج لأنها لا تستطيع توفير السعر الباهظ للعلاج المُعدّل. والآن، بعد 14 عامًا، تستخدم أرخص علاج مُعدّل لمرض التصلّب العصبي المتعدد متوفر في المغرب، وهو الآزاثيوبرين، والذي يوصى به فقط في حالة عدم وجود خيارات أخرى والبديل هو عدم العلاج.
المستوى الأساسي للرعاية
العلاجات الثلاثة المضافة إلى قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية هي ريتوكسيماب، وكلادريبين، وخلات جلاتيرامر. يؤكد الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المتعدد وأعضاؤه على أن الأدوية الثلاثة المدرجة توفر المستوى الأساسي للرعاية، لكنها ليست الأدوية الوحيدة الفعالة والمهمة لعلاج مرض التصلّب العصبي المتعدد. ونظرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تضمين علاجات مرض التصلّب العصبي المتعدد، فقد تم إنشاء قسم جديد في القائمة للتأكيد على أهمية علاجات مرض التصلّب العصبي المتعدد.
قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية هي مجموعة مُعترف بها دوليًا من الأدوية المختارة لمساعدة البلدان على اختيار كيفية توفير احتياجاتها الصحية ذات الأولوية. وكثيرًا ما تستخدم البلدان القائمة لتحديث قوائمها الوطنية الخاصة بالأدوية الأساسية.
نحو وصول أفضل للعلاجات المُعدّلة
إن إدراج علاجات التصلّب العصبي المتعدد في القائمة يُعد رسالة قوية للحكومات والهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم مفادها أن علاجات التصلّب العصبي المتعدد آمنة وفعالة، ويجب توفيرها لمن يمكنهم الاستفادة منها. وعلى الرغم من أن هذه العلاجات تمثل اختيارًا ذا أولوية عالية بالنسبة إلى العلاجات المُعدّلة المستخدمة حاليًا لعلاج التصلّب العصبي المتعدد، فإن هذا القرار يضع الأسس للوصول بشكل أفضل إلى جميع العلاجات المُعدّلة في جميع أنحاء العالم.
تُعد العلاجات الفعالة أمرًا ضروريًا لمساعدة المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد، وإبطاء تفاقم الإعاقة، وتقليل عدد الانتكاسات والحفاظ على استقلاليتهم. ويمكن أن يساعد الوصول إلى مجموعة من العلاجات المُعدّلة للمرض المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد في الحفاظ على الإنتاجية الاقتصادية والمساهمة بفعالية في المجتمع. مرض التصلّب العصبي المتعدد هو مرض معقد ومن الأهمية بمكان أن يتم توفير مجموعة متنوعة من العلاجات المُعدّلة لتلائم الاحتياجات المختلفة لمرضى التصلّب العصبي المتعدد في بلد ما.
لحظة تستحق الاحتفال
وبالتعاون مع أعضائها، ناصر الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المتعدد قضية إدراج علاجات مرض التصلّب العصبي المتعدد في قائمة الأدوية الأساسية. وتم تقديم الطلب بمساعدة لجنتين مستقلتين وتم اعتماده بواسطة 15 منظمة، شملت جميع شبكات أبحاث التصلّب العصبي المتعدد والشبكات السريرية الإقليمية (علاج وأبحاث في التصلّب العصبي المتعدد) وأكاديميات الأعصاب الإقليمية والاتحاد العالمي لطب الأعصاب،
لذلك فهي لحظة رائعة لمجتمع التصلّب العصبي المتعدد وتستحق الاحتفال بهذه الخطوة الكبيرة إلى الأمام لجميع المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد والمتأثرين به في شتى أنحاء العالم، وهي إقرار بقوة التعاون الدولي. يقول السيد بيير بانيكي، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المُتعدّد:
“يُعد هذا القرار علامة فارقة بالنسبة إلى المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد في كل مكان. ويسعدنا أن لجنة الخبراء بمنظمة الصحة العالمية قد أدركت أهمية تضمين علاجات التصلّب العصبي المتعدد في قائمة الأدوية الأساسية. فمن الضروري أن يحصل المصابون بالتصلّب العصبي المتعدد على العلاج المناسب في الوقت المناسب. ويرى الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المتعدد والمنظمات الأعضاء فيه حول العالم أن توفير أنواع من العلاج المُعدّل المتمثلة في تلك المدرجة ضمن القائمة هي الحد الأدنى من الرعاية الكافية للمصابين بالتصلّب العصبي المتعدد. وعلى كل دولة منذ الآن ضمان وصول المصابين بمرض التصلّب العصبي المتعدد إلى مجموعة من علاجات التصلّب العصبي المتعدد في جميع الأوقات.”
الطلب العالمي على علاجات مرض التصلّب العصبي المتعدد التي يمكن الوصول إليها
هناك عدم تكافؤ في الوصول إلى علاجات مرض التصلّب العصبي المتعدد على مستوى العالم، وذلك في ظل ضعف توفر العلاجات ذات الفعالية العالية. تتمثل العوائق الرئيسية التي تحول دون الوصول -كما هو وارد في أطلس التصلّب العصبي المتعدد– في تكلفة العلاج بالنسبة إلى الفرد أو الحكومة أو منظومة الرعاية الصحية أو مقدم خدمة التأمين. فثمة إجماع عالمي على ضرورة توفر مجموعة من علاجات مرض التصلّب العصبي المتعدد في جميع المنظومات الصحية في جميع الأوقات.
وسيسعى الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المتعدد وأعضاؤه جاهدين الآن للتعاون مع الحكومات والمعنيين بالمجال ومقدمي الرعاية الصحية ومنظمات المرضى في جميع أنحاء العالم ليصبح الوصول ميسور التكلفة إلى أفضل العلاجات المتاحة وسبل الرعاية للأشخاص المتأثرين بالتصلّب العصبي المتعدد حقيقة ملموسة.
وفي ظل اتحاد المجتمع العالمي للتصلّب العصبي المتعدد لمناصرة التغيير، ينبغي لكل دولة منذ الآن ضمان وصول المصابين بمرض التصلّب العصبي المتعدد إلى مجموعة من علاجات التصلّب العصبي المتعدد في جميع الأوقات.
يتوفر البيان الصحفي للاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المتعدد حول قرار منظمة الصحة العالمية هنا.(باللغة الإنجليزية)
شاهد هذا الفيديو للسيد بير بانيكي، الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المتعدد (MSIF)، حيث يعلق على قرار منظمة الصحة العالمية. (باللغة الإنجليزية)