كيف تؤثر العلاجات المختلفة المعدّلة للمرض على استجابة الأشخاص للقاح كوفيد-19؟
نشر الباحثون في إسرائيل نتائج دراسة صغيرة تلقي الضوء على مدى الحماية التي يقدمها لقاح بيونتيك المضاد لكوفيد-19 من إنتاج شركة فايزر للأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد الذين يتناولون أدوية كلاديبرين أو فنجوليمود أو أوكريليزوماب.
Last updated: 3rd June 2021
هذا النص مقتبس من مقال جمعية التصلّب المُتعدِّد في المملكة المتحدة الذي كتبته كاثرين جودبولد. يمكنكم الاطلاع على المقال الأصلي من خلال هذا الرابط.
أظهرت الدراسات السابقة أن لقاحات كوفيد-19 آمنة للأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد الذين يتناولون العلاجات المعدّلة للمرض، ولكنها لم توضح لنا مدى عمل اللقاح بطريقة سليمة للأشخاص الذين يتناولون علاجات مختلفة معدّلة للمرض.
من الممكن حدوث استجابة أقل للقاحات لدى بعض الأشخاص الذين يتناولون علاجات التصلّب العصبي المُتعدّد. قد يحدث هذا الأمر بسبب عمل اللقاحات من خلال إطلاق استجابة مناعية بينما تعمل العلاجات المعدّلة للمرض من خلال تثبيط جهاز المناعة.
تقوم بعض العلاجات المعدّلة للمرض، بما في ذلك كلاديبرين وفنجوليمود وأوكريليزوماب، بعمل ذلك بدرجة تفوق العلاجات الأخرى. وبالتالي، درس الباحثون من إسرائيل بيانات مقدمة من الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد الذين يتناولون هذه العلاجات المعدّلة للمرض للتعرف على كيفية استجابة أجهزتهم المناعية للقاح بيونتيك الذي تنتجه شركة فايزر.
ماذا فعل الباحثون؟
درس الباحثون بيانات مقدمة من 125 شخصاً من ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد الذين حصلوا على جرعتي لقاح بيونتيك من إنتاج شركة فايزر، وقارنوا هذه المجموعة بمجموعة أخرى تضم 46 شخصاً من غير ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد.
شملت الدراسة أشخاصاً من ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد بنوعيه الانتكاسي والمترقي. كان هناك 23 شخصاً يتناولون كلاديبرين، بينما تلقي 26 آخرون علاج فنجوليمود، و44 كانوا يتناولون أوكريليزوماب. ولم تستخدم البقية أي علاجات معدّلة للمرض.
وبعد مرور شهر واحد من تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح، قدموا جميعاً عينات من دمهم حتى يتأكد الباحثون من وجود نوع معين من الخلايا المناعية يسمى “الأجسام المضادة”.
يتم إنتاج هذه الأجسام المضادة للقضاء على فيروس معين. لذا، ربما يشير وجود مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة بعد تلقي اللقاح إلى أن جهازك المناعي تصدر عنه استجابة لحمايتك من كوفيد-19.
ما النتائج التي توصلوا إليها؟
أظهرت النتائج اختلاف الاستجابات للقاح بين الأشخاص الذين يتناولون علاجات مختلفة معدّلة للمرض.
كلاديبرين
ثبُت وجود مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة لكوفيد-19 لدى جميع الأشخاص الذين تم علاجهم باستخدام كلاديبرين. في الواقع، كانت مستويات الأجسام المضادة الموجودة لديهم مماثلة للأشخاص الذين يتناولون علاجات معدّلة للمرض أو الأشخاص من غير ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد.
وهذا يشير إلى أنه إذا كنتم تتناولون علاج كلاديبرين، فينبغي ألا يؤثر هذا الدواء على استجابتكم للقاح بيونتيك المضاد لكوفيد-19 من إنتاج شركة فايزر.
فنجوليمود وأوكريليزوماب
ظهر لدى معظم الأشخاص الذين يتناولون فنجوليمود أو أوكريليزوماب مستويات أقل بكثير من الأجسام المضادة. كان لدى 4% فقط من الأشخاص الذين يتناولون فنجوليمود و23% من الذين يتناولون أوكريليزوماب أجسام مضادة بمستويات تتيح للباحثين اعتبار هذه الاستجابة كافية لحماية هؤلاء الأشخاص.
ربما يشير ذلك إلى أن الأشخاص الذين يتناولون فنجوليمود أو أوكريليزوماب لديهم حماية أقل مستمدة من لقاح بيونتيك من شركة فايزر. ولكن على الرغم من أن مستويات الأجسام المضادة تعطي مؤشراً جيداً عن مستوى الحماية، إلا إنها لا توضح الصورة الكاملة.
الأجسام المضادة ليست هي الخلايا المناعية الوحيدة التي تستطيع مساعدة أجهزتكم المناعية على مكافحة الفيروس. ولم تبحث هذه الدراسة في استجابة هذه الخلايا الأخرى، مثل الخلايا التائية والبائية. هذا الأمر مهم للغاية. يمكن توضيح الأمر بالطريقة التالية: إذا تناولتم أوكريليزوماب أو فنجوليمود، ستستجيب أجهزتكم المناعية للقاح بطرق أخرى مختلفة.
ترقبوا التطورات
اقتصرت الدراسة في هذا البحث على أعداد صغيرة من الأشخاص الذين يتناولون كل علاج معدّل للمرض، وهو الأمر الذي يُصعّب مهمة استخلاص استنتاجات محددة وقاطعة.
على سبيل المثال، عندما ألقى الباحثون نظرة على الأشخاص الذين يتناولون أوكريليزوماب فقط والذين ظهرت لديهم أجسام مضادة، وجدوا مستويات مرتفعة من الحماية إذا كانت الفترة الزمنية بين أحدث جرعة من أوكريليزوماب وتلقي اللقاح أكبر. وبالتالي، قد يكون هذا الفاصل الزمني مهماً، ولكن لم تكن البيانات الواردة من 10 أشخاص كافية لمعرفة أي الطريقتين هي الأكثر فعالية.
كما أننا لا نعرف ما إذا كنا سنحصل على النتائج ذاتها من لقاحات كوفيد-19 الأخرى المستخدمة حالياً في بلدان مختلفة من جميع أنحاء العالم.
هناك دراسات جديدة على كوفيد-19 والتصلّب العصبي المُتعدّد يتم نشرها طوال الوقت، وذلك حتى نتمكن من الحصول على إجابات على بعض هذه الأسئلة في أقرب وقت.
نصائح عالمية بشأن كوفيد-19 للأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد
تستمر النصائح العالمية بشأن كوفيد-19 للأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد على المنوال التالي:
· ينبغي تطعيم جميع الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد بلقاح كوفيد-19
· ينبغي تطعيم الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد بمجرد أن يتوفر لهم اللقاح
· حتى بعد حصولكم على اللقاح، من المهم الاستمرار في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة بكوفيد-19، مثل ارتداء الكمامة وتطبيق التباعد الاجتماعي وغسل اليدين، لأنه قد تُستجد أنواع متغيرة من الفيروس لا توفر اللقاحات الحالية الحماية منها.
يمكن إعطاء لقاحات كوفيد-19 للأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد الذين يعالجون بأدوية التصلّب العصبي المُتعدّد
استمروا في تناول العلاج المعدّل للمرض ما لم ينصحكم أخصائي الرعاية الصحية للتصلّب العصبي المُتعدّد بإيقافه أو تأخيره. فقد يمكن أن يؤدي إيقاف بعض العلاجات المعدّلة للمرض فجأة إلى تفاقم شديد في أعراض التصلّب العصبي المُتعدّد.
· من الآمن تلقي لقاح كوفيد-19 تزامنًا مع علاجات التصلّب العصبي المُتعدّد (العلاجات المعدّلة للمرض)
· لا يعتبر تأخير بدء العلاجات المعدّلة للمرض أو تغيير توقيتها مشكلة تتعلق بالسلامة – بل تعتبر استراتيجية للسماح للقاح بأن يكون فعالاً بالكامل
لمعرفة مزيد من المعلومات عن هذا الأمر، يمكنكم الاطلاع على النصائح العالمية بشأن كوفيد-19 للأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد من خلال: www.msif.org/covid19.