النتائج بعيدة المدى بعد زراعة الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المنتجة للدم لدى مرضى التصلب العصبي المتعدد
دراسة عالمية تتناول التقدم بعيد المدى لدى مرضى التصلب العصبي المتعدد عقب إتباع أسلوب العلاج بالخلايا الجذعية
Last updated: 24th April 2017
لقد أثارت عملية زراعة الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المنتجة للدم اهتمامًا عالميًا في الشهور الأخيرة، ففي حالة التصلب العصبي المتعدد، تعمل هذه الزراعة على “إعادة ضبط” الجهاز المناعي المصاب واستبداله بآخر سليم.
هذا وقد أظهر عدد من الدراسات أنّ هذا العلاج يتميّز بالقدرة على إيقاف تقدم التصلب العصبي المتعدد في مساره والمنع من الحاجة إلى استخدام الأدوية المُعدلة للمرض (DMTs) بل وتحسين الوظائف في بعض الحالات. إلا أن المعلومات المتوفرة عن مدى تحسن الأشخاص على المدى البعيد عقب إجراء الزراعة تُعد محدودة للغاية.
هذا ويعكف الباحثون من جميع أنحاء العالم على دراسة عملية زراعة الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المنتجة للدم باعتبارها علاجًا ممكنًا للتصلب العصبي، وهناك دراسة جديدة تبحث بشكل أعمق في هذه التجارب وما يمكن أن تقدمه لنا حول المنافع والمخاطر طويلة المدى لهذه العملية.
الدراسة
تناولت الدراسة مجموعةً من مرضى التصلب العصبي المتعدد الذين أجروا زراعة لخلايا جذعية ذاتية المنشأ منتجة للدم بالبحث في الفترة بين عامي 1996 و 2006. وحلل الباحثون بيانات مقدمة من 281 مشاركًا من 25 مركزًا عبر 13 دولة خضعوا بالفعل لهذا النوع من العلاج، حيث تناولوا بالدراسة بيانات ديموغرافية وسريرية شملت (نتائج مقياس حالة الإعاقة الموسع، ونوع التصلب العصبي المتعدد، والتاريخ العلاجي، فضلًا عن نوع النظام العلاجي الكيميائي المستخدم والكثافة العالية والمتوسطة والمنخفضة). كما درسوا نسبة الأشخاص الذين مروا بتجربة شفاء لم تتعرض لتفاقم المرض وهو ما يعني أن مستوى الإعاقة لديهم ظل كما هو بدون تغيير قبل العلاج وبعده. وقد استند الباحثون في هذا التقييم إلى التغييرات المرصودة في نتائج مقياس حالة الإعاقة الموسع (EDSS).
النتائج
توقف تقدم التصلب العصبي المتعدد لدى 46% من إجمالي الأشخاص عقب مضى خمس سنوات على عملية زراعة الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المنتجة للدم. وقد أوضحت الدراسة كذلك أنّ تقدم التصلب العصبي المتعدد عقب إجراء زراعة الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المنتجة للدم من المرجح أن يحدث بنسبة أكبر لدى حالات محددة تشمل: (1) مرضى التصلب العصبي المتعدد المسنين في مقابل الشباب (2) مرضى التصلب العصبي المتعدد المتجدد في مقابل التصلب العصبي المتعدد متكرر الانتكاس والكمون (3) المرضى الذين تعاطوا الأدوية المعدلة للمرض في السابق. على سبيل المثال، لم تتعرض نسبة 73% من مرضى التصلب العصبي المتعدد متكرر الانتكاس والكمون إلى تقدم المرض في مقابل 33% من مرضى التصلب العصبي المتعدد التدريجي الثانوي، وذلك في التقييم الذي أُجري عقب مرور خمس سنوات على انتهاء العلاج.
وقد خضعت مجموعة فرعية مكونة من 111 فردًا للتحليل بشكل أكثر تفصيلًا، وأظهر هذا التحليل تحسنًا في مستوى الإعاقة لدى مرضى التصلب العصبي المتعدد متكرر الانتكاس والكمون عقب إجراء زراعة خلايا جذعية ذاتية المنشأ ومنتجة للدم (تغير في مقياس حالة الإعاقة الموسع بمعدل -0.76)، وبالنسبة لمرضى التصلب العصبي المتعدد التدريجي فقد لوحظ أيضًا وجود تحسن إلا أنه بدرجة أقل (تغير في مقياس حالة الإعاقة الموسع بمعدل -0.14).
وقد بلغ عدد الوفيات خلال المائة يوم التالية لإجراء الزراعة 8 وفيات، ارتبطت جميعها بالعلاج.
وتقدم هذه النتائج رؤية عن الآثار طويلة المدى لزراعة الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المنتجة للدم لدى مرضى التصلب العصبي المتعدد بجميع أنواعه فضلًا عن كونها عاملًا دافعًا لإجراء مزيد من التجارب الأوسع نطاقًا جيدة الإعداد التي يمكن من خلالها المقارنة بين زراعة الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المنتجة للدم وغيرها من الأدوية المعدلة للمرض المتاحة أو مقابل العلاج الوهمي. كما أنها توفر معلومات من شأنها مساعدة مرضى التصلب العصبي المتعدد ومتخصصي الرعاية الصحية الذين يفكرون في إجراء زراعة خلايا جذعية ذاتية المنشأ منتجة للدم في توجيه قراراتهم في هذا الصدد بالإضافة إلى تمهيدها الطريق للأبحاث المستمرة حول استخدام الخلايا الجذعية في علاج التصلب العصبي المتعدد.
هذا المقال مقتبس من: https://mssociety.ca/research-news/article/world-wide-collaborative-observational-study-looks-at-long-term-progression-in-people-with-ms-following-stem-cell-therapy