ما الذي يحدد التحوّل إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي؟
تساعد دراسة دولية الأطباء السريريين على تحديد الأشخاص المعرّضين لمخاطر مرتفعة للإصابة بمرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي في مرحلة مبكرة.
Last updated: 13th November 2019
• التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي (SPMS) شكل من أشكال التصلّب العصبي المتعدد يتبع عادةً التصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الخمودي (RRMS). وليس من السهل تحديد متى قد يحدث هذا المرض للفرد، إن حدث.
• على هذا النحو، فهناك حاجة ملحة لتحديد عوامل احتمال التعرض للخطر التي تؤثر فيما إذا كان الشخص المصاب بمرض التصلّب العصبي الانتكاسي الخمودي ستتطور حالته للإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي.
• قامت دراسة دولية كبيرة بدراسة مجموعات مصابة بمرض التصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الخمودي لتحديد السمات الديموغرافية والسريرية التي قد تكون مرتبطة بزيادة مخاطر تطوره إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي.
• اكتشفت الدراسة العديد من العوامل التي تؤثر في التحوّل إلى مرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي، ما يمهد الطريق للأطباء السريريين لتحديد أولئك المعرضين لمخاطر تحوّل المرض في وقت سابق.
لماذا تعتبر عوامل التعرّض للخطر مهمة؟
لقد كانت هناك دراسات سابقة تدرس العوامل المرتبطة بتطور مرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي. وقد اقتصرت معظم هذه الدراسات على مواقع جغرافية معيّنة، حيث لم تختبر سوى العوامل في السنوات القليلة الأولى بعد ظهور مرض التصلّب العصبي المتعدد، أو تتضمن أشخاصًا لم يتلقوا العلاج.
وإذا تُرك دون علاج، فإن ما يصل إلى 80% من الأشخاص الذين يعانون مرض التصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الخمودي معرضون لمخاطر تطوره إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي، لكننا نعلم أنه مع تلقي العلاج يصبح هذا الرقم أقل بكثير. ومع ذلك، فإنه بمجرد تطوُّر حالة الشخص إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي، تصبح العلاجات الحالية أقل فعالية. هناك حاجة ملحة لتحديد عوامل التعرض للخطر التي يمكن أن تتنبأ بتقدُّم حالة التصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الخمودي إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي مع مراعاة التصور الحالي للعلاجات المتاحة لمرض التصلّب العصبي المتعدد.
ما هو الأحدث في هذا المجال من البحث؟
لقد استخدمت دراسة دولية كبيرة بيانات من قاعدة بيانات التصلّب العصبي المتعدد (MSBase)، وهي قاعدة بيانات سريرية عالمية، لدراسة العوامل التي تؤثر في تطور مرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي. تقوم قاعدة بيانات التصلّب العصبي المتعدد بجمع معلومات حول العلاجات والنتائج المستخلصة من آلاف الأشخاص المصابين بمرض التصلّب العصبي المتعدد في جميع أنحاء العالم. اشتملت الدراسة على تحليلات متعددة للبيانات الديموغرافية والبيانات السريرية بالإضافة إلى بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والسائل النخاعي الدماغي (CSF – السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي) لدى الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الخمودي. ونُشر البحث في مجلة “التصلّب العصبي المتعدد”.
ركز التحليل الأول على العوامل الديموغرافية مثل العمر والجنس، والبيانات السريرية مثل مدة المرض، وعدد حالات الانتكاس في السنة، وعدد حالات الانتكاس في العام السابق، وطول مدة العلاج المعدِّل للمرض (DMT) وتقدم حالة الإعاقة في أكثر من 15000 شخص. وقد تضمن التحليل الثاني بيانات سريرية وكذلك بيانات الدماغ من التصوير بالرنين المغناطيسي أو بيانات الحبل الشوكي من التصوير بالرنين المغناطيسي أو السائل النخاعي الدماغي وارتباطها بتحول المرض إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي.
ماذا تظهر النتائج؟
من بين 15700 شخص مشمولين في التحليل الأول، تلقت نسبة 85% منهم العلاجات المعدِّلة للمرض و10% تحوّل مرضهم إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي. وكان متوسط الزمن المستغرق لتحوّل المرض 32.4 عامًا. تم ربط كلٍّ من تفاقم الإعاقة، وتقدُّم الإعاقة السريع، وارتفاع عدد حالات الانتكاس في العام السابق، وطول مدة المرض والشيخوخة بزيادة مخاطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي. تم ربط العلاجات المعدِّلة للمرض والتحسن في حالة الإعاقة على أساس مقياس حالة الإعاقة الممتد (EDSS) بانخفاض مخاطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي.
وأكدت بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ في الغالب هذه النتائج. ومع ذلك، فإنه في مجموعة التحليل الثانية الأصغر هذه، لم يرتبط استخدام العلاج المعدِّل للمرض، وعدد حالات الانتكاس في العام السابق وأدلة التصوير بالرنين المغناطيسي على نشاط المرض لمخاطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي. بالنسبة لأولئك الأشخاص حيث كانت بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي للحبل الشوكي متاحة، لم تكن آفات الحبل الشوكي مرتبطة بمخاطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي. أما بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين لديهم بيانات السائل النخاعي الدماغي، فلم يتم العثور على رابط بين وجود شرائط قليلة النسائل (شرائط الأجسام المضادة) في بيانات السائل النخاعي الدماغي وتطور التصلّب العصبي المتعدد.
ماذا يعني كل ذلك؟
تُظهر هذه النتائج المهمة أن مخاطر تحوُّل المرض من التصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الخمودي إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي يزداد مع تقدم العمر، وطول مدة المرض، وتفاقم الإعاقة، وتقدُّم الإعاقة السريع والعدد الأكبر من حالات الانتكاس في العام السابق، كما تتناقص مع تحسن الشفاء من حالة الإعاقة. كما تبيّن أن العلاجات المعدِّلة للمرض قد تقلل من مخاطر تحوّل المرض إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي، وهو ما تدعمه دراسات أخرى. وقد زاد متوسط الزمن من بداية مرض التصلّب العصبي المتعدد إلى التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي من 15 عامًا إلى 30 عامًا على مدار العقدين الماضيين، وقد أكدت هذه الدراسة ذلك، مع إبراز فعالية خيارات العلاج المتاحة للأشخاص الذين يعانون مرض التصلّب العصبي المتعدد.
ستكون هذه النتائج مهمة للأطباء السريريين لمساعدتهم على تحديد الأشخاص المعرضين لخطر كبير لتطور مرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي في مرحلة مبكرة. وهذا يعني أن التدخلات التي يمكن أن تبدأ في وقت مبكر يمكن أن تقلل من فرص ظهور مرض التصلّب العصبي المتعدد المتقدم الثانوي لدى الأشخاص.
With thanks to MS Research Australia – the lead provider of research summaries on our website.