العقل السليم في النمط المعيشي السليم
بحثٌ يُظهر وجود صِلات بين عوامل في النمط المعيشي وتأثيراتها على ظهور الاكتئاب بين الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد.
Last updated: 20th January 2021
دراسةٌ تتحرّى الروابط بين النمط المعيشي والاكتئاب والقلق عند الأشخاص المتعايشين مع التصلّب العصبي المتعدد.
- توفّر دراسة أسترالية واسعة مزيداً من الأدلّة على أن الاكتئاب والقلق يشكّلان حالة شائعة بين الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد.
- تشير الدراسة إلى أنّ معظم الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد، حالهم حال الجمهور الأوسع، لا يستوفون التوصيات المتعلقة بسلوكيات النمط المعيشي، مثل التدخين وتناول الكحول والنظام الغذائي والنشاط البدني.
- يُظهر البحث وجود صِلات بين عوامل في النمط المعيشي وتأثيراتها على ظهور الاكتئاب والقلق.
- أظهر النظام الغذائي الصحي أنه يرتبط بمستويات أقل من الاكتئاب بين الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد.
- تشير هذه النتائج إلى الحاجة لإجراء مزيد من البحوث للتحرّي عما إذا كان تعديل عوامل النمط المعيشي قد يوفّر معالجة نافعة وطريقة للتحكم لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب والقلق.
ما هي الصلة بين التصلب العصبي المتعدد والاكتئاب والقلق؟
قد يكون الاكتئاب والقلق من أعراض التصلب العصبي المتعدد، إذ ينتُج كلاهما عن التهاب في الدماغ والحبل الشوكي. ومع ذلك، فإنّ تشخيص الإصابة بالتصلب العصبي المتعدد قد يخلّف أثراً نفسياً يُساهم كذلك في ظهور هاتين الحالتين.
وقد رُبط الاكتئاب والقلق أيضاً بزيادة الالتهابات والتعب والعجز، ويُساهمان إلى حد كبير في انخفاض جودة المعيشة لدى الأشخاص المصابين بالتصلب العصبي المتعدد. وفي حين أن التدخلات مثل الأدوية والدعم النفسي قد تكون فعالة إلا أن كثيراً من الأشخاص المصابين بالتصلب العصبي المتعدد لا يلتمسون مساعدة طبية لعلاج هذه المسائل.
ما هي عوامل النمط المعيشي القابلة للتعديل؟
تُعد عوامل النمط المعيشي القابلة للتعديل جزءاً من طريقة حياة الشخص التي قد يتمكن من تغييرها أو التأثير فيها، مثل: التدخين والتغذية واستهلاك الكحول والنشاط البدني. وغالباً ما يكون لدى الأشخاص المصابين بالتصلب العصبي المتعدد اهتمامٌ بكيفية اتخاذ تغييرات على نمط معيشتهم لتساعدهم على التحكم في حالتهم، والبحوث في هذا الجانب مستمرة.
بحثٌ في الاكتئاب والقلق، وعوامل النمط المعيشي القابلة للتعديل
لاستكشاف ما إذا كانت عوامل النمط المعيشي القابلة للتعديل تُساهم في ظهور بعض أعراض التصلب العصبي المتعدد، تعاونت الدكتورة كلوديا مارك من جامعة ملبورن مع الدكتورة إنغريد فان دي ماي من معهد منزيز للبحوث الطبية، والتي تدير الدراسة الطولية الأسترالية حول التصلّب العصبي المتعدد التابعة للجمعية الأسترالية لبحوث التصلب العصبي المتعدد.
وأجاب ما يزيد عن 1500 شخص مصابين بالتصلب العصبي المتعدد عن مسح استقصائي لأنماط معيشية سلوكية مختلفة مثل التدخين والتغذية واستهلاك الكحول ومستويات النشاط البدني. كما أجاب المشاركون عن أسئلة مسح استقصائي حول القلق والاكتئاب. وقد حُللت البيانات بحذر بحثاً عن وجود صلة بين سلوكيات النمط المعيشي وظهور أعراض القلق والاكتئاب ودرجة شدّتها.
ما الذي اكتشفته هذه الدراسة البحثية الأخيرة؟
أظهرت النتائج أن التدخين (الذي يُعرّف بأنه تدخين أكثر من سيجارة واحدة أو سيجار أو غليون في اليوم) وتناوُل أكثر من كأسين عاديين من المشروبات الكحولية في اليوم يرتبطان بالظهور المتزايد للاكتئاب في هذه الدراسة. وتشتد حدّة الاكتئاب أيضاً مع المستويات الأعلى من التدخين.
وقد وُجد عموماً أن من اتبعوا نظاماً غذائياً صحياً بتناول خمس وجبات أو أكثر من الخضروات في اليوم أو وجبة أو وجبتين من الفاكهة لمدة ستة أيام في الأسبوع على الأقل كانوا يعانون درجة اكتئاب أقل حدّة.
أظهرت هذه الدراسة أيضاً أنه مع كل سلوك صحي إضافي، ينخفض ظهور الاكتئاب وحدته على نحو تناسبي.
ماذا تعني هذه النتائج البحثية؟
يوفّر البحث مزيداً من الأدلّة على أن الاكتئاب والقلق يشكّلان حالة شائعة بين الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد.
وجدت الدراسة أن العوامل المتصلة بالنمط المعيشي ترتبط بوتيرة وحدّة اكتئاب أقل، ولكن ليس بالقلق، لدى المصابين بالتصلب العصبي المتعدد.
وتستدعي الحاجة إجراء مزيدٍ من البحوث لتحقيق فهمٍ كامل حول مدى إمكانية تحويل العوامل المعدّلة للنمط المعيشي إلى خيار علاجي للمصابين بالتصلب العصبي المتعدد الذين تظهر عليهم هذه الأعراض.
تُعد هذه الدراسة نقطة انطلاق نحو تطوير نهجٍ قوي شامل قائم على الأدلّة في التحكم بالتصلب العصبي المتعدد وأعراضه، والتي تشمل عوامل يمكن للمصابين بالتصلب العصبي المتعدد أن يتحكموا فيها بأنفسهم لتخفيض الأثر الذي يخلّفه التصلب العصبي المتعدد على حياتهم.
وقد نُشرت النتائج الكاملة لهذه الدراسة مؤخراً في مجلة Acta Neurologica Scandinavia
With thanks to MS Research Australia – the lead provider of research summaries on our website