ارتباط اللحوم الحمراء غير المعلّبة بانخفاض خطر الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد
بحث جديد حول العلاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء المصنّعة وغير المصنّعة وخطر الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد
Last updated: 8th July 2019
•لقد أسفرت الدراسات الماضية التي بحثت في الصلة بين استهلاك اللحوم الحمراء والتصلّب العصبي المتعدد عن نتائج غير حاسمة.
•لفهم العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء والتصلّب العصبي المتعدد فهماً أفضل، قيّم الباحثون العلاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء المصنّعة وغير المصنّعة وخطر الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد لدى 791 مُشارِكاً ومُشارِكة.
•وأظهرت النتائج أنّ مقدار اللحوم الحمراء غير المصنّعة التي استهلكها الأشخاص المصابون بالتصلّب العصبي المتعدد قبل أوّل حالة زوال في الميالين (وهي نذيرٌ متكرر بحدوث تصلّب عصبي متعدد) كان أقلّ كثيراً، مما يشير إلى أنّ اللحوم الحمراء قد يكون لها تأثير وقائي في الحيلولة دون الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد.
تمثّل الصلة بين النظام الغذائي والتصلّب العصبي المتعدد جانباً يحظى باهتمامٍ بالغ لدى مجتمع التصلّب العصبي المتعدد. وفي حين أن هناك بعض النتائج التي تشير نحو الآثار الحميدة لبعض المكوّنات الغذائية، وعلى سبيل المثال الأحماض الدهنية أوميغا-3، إلا أن الحاجة تستدعي إجراء مزيدٍ من البحوث لبلوغ توافقٍ في الآراء حول ما إذا كان نظامٌ غذائي ميّن أو مادّة مغذّية و/أو تكميلية مفيدةً للأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد.
وكانت الدراسات الماضية التي بحثت في مدى وجود أي صلةٍ بين استهلاك اللحوم الحمراء والتصلّب العصبي المتعدد قد أسفرت عن نتائج غير حاسمة. وفي حين أن اللحوم الحمراء هي مصدر جيّد للبروتين والحديد والزنك وفيتامين ب 12 وفيتامينات ومعادن كثيرة أخرى، إلاّ أن بعض الدراسات قد أشارت إلى ارتباط استهلاك اللحوم الحمراء، ولا سيّما المصنّعة، بارتفاع خطر الإصابة ببعض الحالات مثل السمنة وداء السكري من النوع الثاني والأمراض الوعائية القلبية والسرطان. وقد اقتُرح أن السبب يعود إلى المحتوى الدهني في اللحوم الحمراء أو تكوين منتجات ضارّة على وجه الاحتمال عند طهي اللحوم الحمراء بدرجات حرارة مرتفعة.
وفي سعيهم لفهم العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء والتصلّب العصبي المتعدد فهماً أفضل، عمل الباحثون في مجموعة الدراسة المناعية الأسترالية، التي تلقّت تمويلاً تأسيسياً من الجمعية الأسترالية لبحوث التصلّب العصبي المتعدد، على تقييم العلاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء المصنّعة وغير المصنّعة وخطر الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد. وقد التحق في هذه الدراسة الطويلة الأمد القائمة على السكان 791 مُشاركاً في الأصل ممّن تعرّضوا لأوّل حالة زوال للميالين (FDE)، وهو نذيرٌ متكرر على حدوث تصلّب عصبي متعدد، ومضى على مواصلة متابعة الدراسة لهؤلاء الأشخاص حتى اليوم 15 سنة. تفحص الدراسة الصلة بين مختلف العوامل البيئية، وتشمل النظام الغذائي، وخطر الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد.
وتُظهر نتائج هذه الدراسة المنشورة مؤخراً في “آفاق جديدة في طب الأعصاب” أن مقدار اللحوم الحمراء غير المصنّعة التي يستهلكها الأشخاص في السنة قبل تعرّضهم لأوّل حالة زوال للميالين كان أقل مما وُجد لدى الأفراد في مجموعة المراقبة الصحية. ومضت الدراسة في إظهار أنّ استهلاك اللحوم الحمراء غير المصنّعة يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأوّل حالة زوال للميالين، وبالتالي بالتصلّب العصبي المتعدد. وما يثير الاهتمام أن الباحثين عندما وضعوا عوامل أخرى في الاعتبار، وُجد أن هذا الارتباط صحيحٌ فقط عند الإناث. وقد يعود ذلك إلى أن الدراسة لم تشتمل سوى على مجموعة صغيرة نسبياً من الذكور. وقد يُعزا ذلك من ناحيةٍ أخرى إلى أن الذكور كمجموعة تتناول مقداراً أكبر من اللحوم الحمراء في إطار نظامهم الغذائي المعتاد مقارنةً بالإناث، بغضّ النظر عمّا إذا أصيبوا لاحقاً بالتصلّب العصبي المتعدد أم لا.
وقد ظلّت هذه الاكتشافات على حالها حتى عندما قيّد الباحثون التحليل بالأطعمة التي تناولها المشاركون والمشاركات قبل 90 يوماً من تشخيص إصابتهم بأوّل حالة زوال للميالين لتقليل أرجحية ذِكر المشاركين والمشاركات لتغيير في السلوك المتصل بالأطعمة نتيجةً للتشخيص.
ويتكهّن مؤلّفو هذه المادة المنشورة أنّ الآثار المفيدة الملحوظة للحوم الحمراء على خطر الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد قد تعود إلى أنّ اللحوم الحمراء تحتوي على شكلٍ شديد النشاط من فيتامين (د) أو محتواه الذي يُعرف بسلسلة طويلة من الأحماض الدهنية عديدة اللاتشبّع ن-3. وقد ارتبط نقص هذه العناصر الغذائية بزيادة خطر الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد وترقّيه في دراسات أخرى.
وبرغم التصميم المتين لهذه الدراسة (متعددة المراكز وتطابق حالات المراقبة)، تستدعي الحاجة إجراء مزيد من البحوث لتحديد المكوّنات المحددة من اللحوم الحمراء غير المصنّعة التي قد تكون مفيدة في درء الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد. كما أنّ الحاجة تستدعي إجراء مزيد من البحوث لتقييم وجود عتبة لمقدار اللحوم الموصى باستهلاكها، وما إذا كانت اللحوم الحمراء من أنحاء أخرى من العالم تُظهر فوائد مماثلة وما إذا كانت هذه الفوائد الناتجة عن تناول اللحوم الحمراء غير المصنّعة يتواصل ظهورها لدى الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد.
ولتحسين فهمنا لدور النظام الغذائي في مرض التصلب العصبي المتعدد، تُجرى كثيرٌ من المشاريع البحثية الرفيعة المستوى حول العالم. وفي النهاية، سوف تُمكّن هذه الدراسات تطويرَ التجارب السريرية بحيث تختبر أكثر الاستراتيجيات الغذائية الواعدة، وتعين على وضع الإرشادات الغذائية القائمة على الأدلّة للأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد ومَن هُم تحت خطر كبير بالإصابة به.
With thanks to MS Research Australia – the lead provider of research summaries on our website.