دراسةٌ توضح ظهور تحسّن في نتائج توظيف الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد
وأظهر بحث جديد ضمّ 874 شخصاً ممّن استعملوا العلاجات المعدّلة للمرض خلال السنوات الخمس السابقة أنّ العلاجات المعدلة للمرض الأشد فاعلية ترتبط بارتفاع معدل التوظيف والحضور إلى مكان العمل وتحقيق معدلات الإنتاجية المطلوبة.
Last updated: 24th August 2018
فالعمل له فوائد كثيرة تتجاوز الجانب المالي، ويلعب دوراً هامّاً في تحسين جودة الحياة. إنّ وجود الفرد في مكان العمل يعرّضه لفُرص التفاعل الاجتماعي ويمنحه الشعور بفائدته وأهميته – وهما مجرّد سببين من أسباب وضع مزايا العمل ضمن المبادئ السبعة لتحسين جودة الحياة الصادرة عن الاتحاد الدولي للتصلّب المتعدد.
أظهرت الدراسات في الماضي أن الأشخاص ذوي التصلب المتعدد معرضين بشكل أكبر للخروج من العمل مقارنةً بغيرهم من الأشخاص ذوي الأمراض المزمنة وعن العامة بشكل أوسع نطاقًا. غير أنّ الدراسات الحديثة أظهرت بدء سد الفجوة مع التحسّن في نتائج العمل بالنسبة إلى الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد.
وقد استعان بحث جديد أجراه العاملون في معهد منزيس للبحوث الطبية في أستراليا بالبيانات من دراسة التصلّب المتعدد الطولانية الأسترالية التابعة للجمعية الأسترالية لبحوث التصلّب المتعدد لاستكشاف ما إذا كان استخدام العلاجات المعدّلة للمرض قد لعب دوراً في هذا التحسن الظاهر في الإبقاء على الأفراد ذوي التصلّب المتعدد في وظائفهم. وأظهرت النتائج المنشورة في مجلة طب الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي أنّ الأشخاص الذين يتناولون علاجات معدّلة للمرض شديدة الفاعليّة كانوا أكثر احتمالاً في الإبلاغ عن نتائج التحسّن في العمل بمقدار من مرتين إلى 3 مرّات مقارنةً بمن تناولوا علاجات التصلّب المتعدد المنخفض الفاعلية من الجيل الأول.
وقد ترأس البحث السيدة جنغ تشِن، والأستاذ المُشارك إنغريد فان دير ماي، وغيرهما من الزملاء في معهد منزيس. وشارك في الدراسة 874 فرداً ممّن سبق أن ساهموا في دراسة التصلّب المتعدد الطولانية الأسترالية. وتمثل هذه المجموعة فئةً من الأفراد الأستراليين ذوي التصلّب المتعدد ممّن يُجيبون بشكل مُنتظم على الاستقصاءات الطولانية. سُئل المُشاركون في هذه الدراسة عن استخدامهم للعلاجات المعدِّلة للمرض في الأعوام الخمسة الماضية وعن أي تغيّرات في النتائج المتصلة بالعمل خلال الفترة المذكورة.
تم تصنيف العلاجات المعدّلة للمرض إلى ثلاث فئات بناءً عل النجاعة السريرية: إنترفيرونات-بيتا وأسيتات الغلاتيرامر في الفئة 1؛ تيريفلونميد وفومارات الديميثيل في الفئة 2؛ وفنغوليمود وناتاليزوماد، وأليمتوزوماب، وميتوكسانترون في الفئة 3. وتُعد هذه الأدوية المصنّفة ضمن الفئة 3 أكثر نجاعةً استناداً إلى نتائج التجارب السريرية، والتي أظهرت تأثيرًا أقوى في كبح الانتكاسات، والآفات الظاهرة في التصوير بالرنين المغناطيسي، وتراكُم العجز.
التأثير على القدرة على التوظيف والعمل
أظهرت النتائج أنه بينما لم يبلّغ كثيرٌ من المشاركين عن أي تغييرات في نتائج عملهم، أشار الذين تناولوا العلاجات من الفئة 3 (الممثلة أساساً في الدواءَين “فنغوليمود” و”ناتالزوماب”) لوجود احتمال بارتفاعٍ في معدل العمل لديهم بمقدار 2.84 مرّة، وإلى تزايد حضورهم إلى العمل بمقدار 3.14 مرّة، وإلى تحسّنهم في معدلات إنتاجية العمل بمقدار 2.5 مرّة، مقارنةً بأولئك الذين استخدموا إنترفيرونات-بيتا وأسيتات الغلاتيرامر.
وجدير بالملاحظة أنّ تلك النتائج فحصت مجموعات من الأشخاص يتناولون علاجات معدّلة للمرض، مقابل حالات فردية لأشخاص يتناولون علاجات معدّلة للمرض. استجاب كثير من الأفراد على نحو جيّد جداً تجاه العلاجات المصنفة هنا ضمن ’النجاعة الأدنى‘، مما يعكس الحقيقة المتمثلة في تنوّع حالة التصلب المتعدد وإمكانية استجابة كل فرد مصاب بالتصلب المتعدد بطريقة مختلفة تجاه الأدوية المختلفة. وبالنسبة إلى كل فرد، لا بُد من أخذ عوامل شخصية كثيرة في الحسبان عند اختيار الدواء، لذا من الهامّ للأشخاص ذوي التصلب المتعدد أن يناقشوا الدواء الأكثر ملائمة لظروفهم مع طبيب الأعصاب.
شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.