التلف الدماغي في التصلّب المتعدد يتنبأ بالتأثيرات طويلة الأمد على القدرة على أداء العمل
وجدت دراسة جديدة أن هناك صلة بين علامات تصوير الدماغ ومدى القدرة على أداء العمل على المدى الطويل.
Last updated: 15th June 2018
ويُعد الاستمرار في العمل مسألة ذات أهمية عند الأشخاص ذوي التصلب المتعدد ويُساهم على نحو أساسي في الإحساس بالذات وجودة الحياة أثناء التعايش مع التصلب المتعدد.
أظهرت دراسة جديدة أن التلف في الدماغ بسبب التصلب المتعدد قد يُستخدم في التنبؤ بمدى قدرة الشخص على أداء عمله بعد 12 سنة.
تنبّأت مدة المرض التي تمتد إلى 12 سنة، بتدهور القدرة على أداء العمل بنسبة 10%، ويزداد هذا التدهور مع كل سنة إضافية من التعايش مع التصلّب المتعدد.
يتنبأ كل عامل بصورة منفردة من العوامل التالية وهي: المستويات الأعلى من المواضع المتضررة النشطة، أو إجمالي حجم الآفات، أو النسبة الأقل من الأنسجة الدماغية العاملة مثلما ظهرت في التصوير بالرنين المغناطيسي، بتدهور القدرة على أداء العمل بعد 12 سنة
فالتصلب المتعدد مرض يهاجم الأشخاص في أوج حياتهم، وهي الفترة من العمر التي يبني فيها المرء مساره المهني وينُشئ فيها أُسرة. والتعايش مع أعراض التصلب المتعدد قد يدفع كثيراً من الأشخاص ذوي التصلب المتعدد إلى التقليل من مستويات عملهم أو مغادرة مكان العمل بالكامل. وتؤثر البطالة على إحساس الشخص بقيمته الذاتية واستقلاليته وانتمائه، كما ترتبط بانخفاض جودة الحياة. ونظراً للأثر المحتمل لعدم القدرة على أداء العمل على الأشخاص الذين يتعايشون مع التصلّب المتعدد، فقد أقرّ الاتحاد الدولي للتصلّب المتعدد فُرص العمل بوصفها أحد المبادئ السبعة لتحسين جودة الحياة.
وقد أظهرت دراسات سابقة أنه إلى جانب العجز البدني فهناك أعراض مثل الإرهاق والصعوبات الإدراكية والمتعلقة بالذاكرة التي ترتبط على نحو شائع بانخفاض مستويات أداء العمل. ويقترح بحث جديد اليوم أن اللقطة الحديثة للتلف الدماغي الذي يسببه التصلب المتعدد قد يتنبأ بقدرة الفرد على أداء العمل بعد 12 سنة.
وقد اضطلعت الدراسة ، التي يقوم بها الباحثون من جامعة تشارلز والمستشفى الجامعي العام في الجمهورية التشيكية، إلى فحص نطاقٍ من العوامل السريرية والتصويرية الدماغية لمعرفة ما إذا كانت مرتبطة بالقدرة على أداء العمل على مدى عددٍ من السنين.
وقد تابع الباحثون 145 شخصاً من ذوي التصلب المتعدد الانتكاسي الترددي المبكّر، مع تقديم صور بالرنين المغناطيسي عند بداية البحث ثم مجدداً بعد سنة لاحقة. ثم تعقّبوا مستويات أداء العمل في هذه المجموعة كل ثلاثة أشهر على مدى 12 سنة.
عند بداية الدراسة، كان 80% من المشاركين يعملون بوظائف بدوام كامل. وبعد الوصول إلى السنة الثانية عشرة، كان هذا العدد قد انخفض إلى 41%. وقد كانت قدرة النساء ذوات التصلب المتعدد على أداء العمل أكثر انخفاضاً عند المقارنة بالرجال. وكان العامل الوحيد الآخر الذي بدا أنّ له صلة بأداء العمل هو طول المدّة التي كان الشخص يتعايش خلالها مع التصلّب المتعدد؛ فقد تنبّأت مدة المرض بتدهور القدرة على أداء العمل بعد 12 سنة، وتؤدي كل سنة إضافية من التعايش مع المرض إلى زيادة خطر تدنّي مستويات أداء العمل بنسبة 10%.
وجود مستويات أعلى من المواضع المتضررة النشطة، أو إجمالي أعلى في حجم الآفات، أو نسبة أقل من الأنسجة الدماغية العاملة (مثلما يظهر في التصوير بالرنين المغناطيسي) تتنبأ على نحو منفرد بتدهور القدرة على أداء العمل بعد 12 سنة. إنّ وجود ملّيلتر إضافي من الآفات النشطة قد زاد خطر انخفاض القدرة على أداء العمل بنسبة 53%. والانخفاض بنسبة 1% من نسبة الأنسجة الدماغية العاملة يؤدي إلى ارتفاع خطر التأثير سلباً على القدرة على أداء العمل بنسبة 22%.
ومع أن العلاقة بين التراجع الإدراكي والعجز البدني مع تدهور القدرة على العمل هي علاقة معروفة جيداً، إلا أنّها المرّة الأولى التي يتم الربط فيها بين التلف المادي للدماغ بسبب التصلّب المتعدد، والقدرة على أداء العمل بصورة مباشرة. تُظهر هذه الدراسة أن الرصد المبكّر للأشخاص ذوي التصلب المتعدد باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي والعلامات السريرية قد يساعد في تحديد الأشخاص المعرضين بشكل أكبر لانخفاض معدلات أدائهم للعمل على المدى الطويل. ومن شأن ذلك أن يسمح للأشخاص ذوي التصلب المتعدد ولخدمات دعم توظيف هؤلاء الأشخاص باتخاذ نهج موجّه أكثر عند إعداد المشورة للأشخاص ذوي التغييرات الوظيفية المحتملة بسبب حالتهم.
شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.