التعرض لأشعة الشمس قد يغير مسار المخاطر والأمراض في المراحل المبكرة للتصلب المتعدد
وأظهر البحث الجديد أن التعرض لأشعة الشمس على مدار العمر يمكن أن يغير من مسار التصلّب المتعدد.
Last updated: 21st March 2018
- أظهرت دراستان أجريتا في الولايات المتحدة وأستراليا أن التعرض لأشعة الشمس على مدار العمر يحد من خطر إصابة الأشخاص بالتصلّب المتعدد، كما يؤثر على مسار حالتهم
- فكان لدى الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس لفترات أطول تحول أقل إلى التصلّب المتعدد المؤكد سريريًا وعدد مرات أقل من انتكاسات المرض
- ولم يتم ملاحظة وجود نتائج مشابهة متسقة لمستوى فيتامين “د” في الدم ومسار الإصابة بالتصلّب المتعدد
- فكان لدى الأشخاص الذين قاموا بتغيير كبير في تعرضهم لأشعة الشمس على مدار سنوات الدراسة الخمسة فرصة أقل للإصابة بالتصلّب المتعدد وانخفضت كذلك فرص إصابتهم بانتكاسة للمرض
- أظهرت الدراسة الأمريكية أن التعرض لأشعة الشمس على مدار العمر له علاقة بخطر الإصابة بالتصلّب المتعدد لدى الأشخاص السود والبيض وذوي الأصول الإسبانية، في حين كان انخفاض مستويات فيتامين “د” عامل خطورة لدى الأشخاص البيض فقط
- وأظهرت دراسة أخرى أن العيش في منطقة يتعرض الشخص فيها لأشعة الشمس لفترات أطول قبل إصابته بالمرض وخلال مرحلة الطفولة يقلل من خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد
أظهرت دراستان أجريتا في الولايات المتحدة وأستراليا أن التعرض لأشعة الشمس على مدار العمر يحد من خطر إصابة الأشخاص بالتصلّب المتعدد، كما يؤثر على مسار حالتهم.
وقد أظهرت الدراسات السابقة أن التعرض لفترات أقل لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV) وانخفاض مستوى فيتامين “د” مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد. لكن هناك انخفاض نسبي في عدد الأبحاث التي درست إذا كان التعرض لأشعة الشمس على مدار عمر الشخص أو مستوى فيتامين “د” لديه يؤثر على شدة أو مسار التصلّب المتعدد.
وقد أجاب البحث الأسترالي الجديد، الذي نُشر في مجلة Frontiers in Neurology على هذا السؤال، باستخدام معلومات تم جمعها كجزء من دراسة Ausimmune Study. حيث أجرت دراسة AusImmune استقصاءً للعوامل البيئية المرتبطة بأول ظهور للأعراض التي تشبه التصلّب المتعدد، المعروفة باسم الحدث الأول لزوال الميالين، ثم مراقبة حالة هؤلاء المشاركين لعدة سنوات. هذا التتبع طويل المدى للمشاركين يجعل من Ausimmune بحثًا قويًا وفريدًا من نوعه مقارنة بتصاميم الأبحاث الأخرى التي تقارن فقط بين نتائج الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد والأشخاص غير المتأثرين بالتصلّب المتعدد في فترة زمنية معينة واحدة فقط.
تتبعت الدراسة الجديدة، التي أجراها البروفيسور بروس تايلور من معهد مينزيس للأبحاث الطبية في هوبارت، 145 شخصًا ممن كانوا قد عانوا من الحدث الأول لزوال الميالين لمدة خمس سنوات. طُلب من المشاركين استكمال استبيانات حول تعرضهم لأشعة الشمس والوقت الذي قضوه خارج المنزل في مختلف الأعمار لتحديد مدى تعرضهم لأشعة الشمس على مدار أعمارهم. كما حصل الباحثون على قياسات أشعة الضوء فوق البنفسجية المحيطة بمنازل المشاركين وأماكن عملهم شهريًا لتقدير مدى تعرضهم للأشعة فوق البنفسجية. وتم قياس مستويات فيتامين “د” في دم المشاركين في بداية الدراسة، وفي منتصفها، وبعد مرور خمس سنوات كاملة.
النتائج
أظهرت الدراسة أن التعرض لأشعة الشمس لفترة أطول على مدار عمر الشخص يقلل من احتمالية تحول إصابة الفرد إلى تشخيص إصابته بالتصلّب المتعدد بعد الحدث الأول لزوال الميالين. ولتشخيص إصابة الفرد بالتصلّب المتعدد، لا بد من تعرضه لحادثين منفصلين لزوال الميالين. لذا فإنه في هذه الدراسة، كان التعرض لأشعة الشمس لفترة أطول بمثابة وقاية للأشخاص من التعرض للحدث الثاني لزوال الميالين خلال السنوات الخمس التالية.
كما أدى التعرض العالي للأشعة فوق البنفسجية قبل الإصابة بحادث أول لزوال الميالين، خصوصًا خلال فترة الطفولة والمراهقة، إلى تقليل مخاطر انتكاسة المرض على مدى السنوات الخمس.
عندما قام الباحثون بفحص التعرض للأشعة فوق البنفسجية للمجموعة بأكملها بعد التعرض للحدث الأول لزوال الميالين، اكتشفوا أنه لم يكن مرتبطًا بانخفاض خطر التحول إلى التصلّب المتعدد أو التعرض لانتكاسة. ومع ذلك، كان لمعظم المشاركين نسبة مستقرة نسبيًا من التعرض لأشعة الشمس على مدار الدراسة.
وأظهرت مجموعة أقل من الأشخاص الذين زادت فترات تعرضهم لأشعة الشمس زيادة كبيرة على مدى السنوات الخمس التي أعقبت الحدث الأول لزوال الميالين انخفاض خطر التحول إلى التصلّب المتعدد، مما قلل فرصة إصابتهم بانتكاسة. وكان العكس أيضًا صحيحًا. فالذين انخفضت فترات تعرضهم لأشعة الشمس انخفاضًا كبيرًا، ازدادت لديهم فرص التحول إلى التصلّب المتعدد والتعرض لانتكاسة. ويعني هذا الاكتشاف أنه قد يكون للتعرض لأشعة الشمس، لدى بعض الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد، أثرًا مفيدًا على مسار حالتهم.
فيتامين “د”
لم تُكتشف أية علاقة بين مستوى فيتامين “د” في دم الشخص وما إذا كان قد تحوّل إلى تشخيص إصابته بالتصلّب المتعدد أو تعرض لانتكاسة خلال فترة الدراسة. وبالمثل، فإن الأشخاص الذين تغيرت مستويات فيتامين “د” لديهم تغيرًا كبيرًا خلال الدراسة لم يكن لديهم أي تغيير مماثل في خطر الانتكاس أو التحول إلى التصلّب المتعدد. وفي حين أثبت بحث آخر أن فيتامين “د” يلعب دورًا في مسار إصابة شخص ما بالتصلّب المتعدد، فإن هذه الدراسة تشير إلى أن التعرض لأشعة الشمس له تأثير أكبر من مستوى فيتامين “د”. وتقدم هذه الدراسة دليلاً على أن الابتكارات الخاصة بالمرض التي تزيد من التعرض للأشعة فوق البنفسجية بأمان، مثل العلاج الإشعاعي بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق، أكثر فائدة لحالات التصلّب المتعدد من فيتامين “د” وحده.
وفي دراسة منفصلة، قام كايزر بيرماننتي من جنوب كاليفورنيا بإجراء استقصاء حول ما إذا كان التعرض لأشعة الشمس على مدار العمر ومستوى فيتامين “د” قد غيرا خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد في مجموعات عرقية مختلفة. وتهدف الدراسة التي نُشرت في مجلة Nutrients إلى فصل تأثير التعرض لأشعة الشمس ومستوى فيتامين “د” على خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد من خلال مراعاة الاختلافات، مثل النسب الوراثي.
وفي دراسة تسمى تأثير أشعة الشمس على التصلّب المتعدد “MS Sunshine Study”، تناول البحث حالات الأشخاص المصابين من ذوي الخلفيات البيضاء والسوداء والإسبانية وقارنهم بالأشخاص غير المتأثرين بالتصلّب المتعدد. ووجد الباحثون أنه في الأشخاص ذوي الخلفيات البيضاء أو السوداء، فإن التعرض لفترة أطول لأشعة الشمس على مدار العمر يقلل من خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد. وتم ملاحظة نفس الاتجاه في المجموعة ذات الأصول الإسبانية. هذا التأثير كان مستقلاً عن مستوى فيتامين “د” في دم هؤلاء الأشخاص. وارتبط ارتفاع مستويات فيتامين “د” في الدم بانخفاض مخاطر الإصابة بالتصلّب المتعدد فقط لدى الأشخاص من ذوي الخلفيات البيضاء، لا في الأشخاص ذوي الأصول السوداء أو الإسبانية.
إن عدم الارتباط بين مستويات فيتامين “د” في الدم والإصابة بالتصلّب المتعدد في هذه الدراسات يدعم الفرضية القائلة بأن أشعة الشمس قادرة على تعديل مسار الحالة من خلال مسار مستقل بعيدًا عن فيتامين “د”.
دراسة ثالثة
أظهرت دراسة ثالثة، أجراها باحثون من كندا والولايات المتحدة ونُشرت في مجلة علم الأعصاب “Neurology“، أن التعرض لأشعة الشمس في مقتبل العمر قد يقلل من خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد. وقارنت الدراسة مدى التعرض لأشعة الشمس على مدار العمر والتعرض الموسمي لأشعة الشمس في الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد وغير المتأثرين به. كما حاول الباحثون التمييز الواضح بين مدى تأثيرات التعرض لأشعة الشمس من خلال مراعاة العوامل الأخرى ومنها النسب الجيني والتدخين ومكملات فيتامين “د”. كان معظم الأشخاص المشاركين في هذه الدراسة من خلفية بيضاء.
واكتشف الباحثون أن العيش في منطقة ذات تعرض أعلى للشمس قبل بداية التصلّب – خصوصًا في الفترة ما بين خمس سنوات إلى خمس عشرة سنة قبل بداية التصلّب – تقلل من خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد. كما اكتشفوا أن التعرض لأشعة الشمس في مرحلة الطفولة أمر ضروري، وأن العيش في منطقة ذات تعرض أعلى للشمس والتعرض لها بشكل أكبر خلال فصل الصيف بين سن الخامسة إلى الخامسة عشر كان له صلة بمخاطر الإصابة بالتصلّب المتعدد في مرحلة متأخرة من العمر. وعلى عكس الدراستين السابقتين، فإن هذه الدراسة لم تقس مستويات فيتامين “د” بشكل مباشر في المشاركين. لكن هذه الدراسة تضيف ثقلاً جديدًا لدور التعرض لأشعة الشمس في الحد من خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد.
شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.