العينان بصفتهما مؤشراً محتملاً على حالة التصلّب المتعدد
منشوران علميان حديثان يُضيفان دليلاً إضافيًا على أن إجراء اختبار بسيط للعين قد يطرح طريقة سريعة وسهلة لمراقبة مدى ترقّي التصلّب المتعدد.
Last updated: 24th January 2018
تقول الحكمة القديمة إنّ العينَين نافذةُ كاشفةٌ للروح. وعلى الأرجح أنّ مَن صاغ تلك الكلمات لم تكن لديه فكرة حول مدى تطابق هذه الحكمة مع التصلّب المتعدد، إذ أنّ العينَين قد يثبت أنهما طريقة سهلة غير تغلغلية لمراقبة ترقّي التصلّب المتعدد.
وقد يُشكّل قياس سُمك طبقة الخلايا العصبية في خلفية العين (الشبكيّة) أداة رائعة لتعقب التصلّب المتعدد. فطبقة الألياف العصبية في الشبكيّة تصبح أكثر رقة عند الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد، ونظراً للسهولة النسبية التي يمكننا بها إمعان النظر في خلفية العين، فقد تُصبح هذه وسيلةً سريعة ورخيصة نسبيًا لمراقبة ترقّي التصلّب المتعدد بانتظام.
تنظر دراستان نُشرتا مؤخرًا في العلاقة بين ترقق الشبكيّة والتصلّب المتعدد. وتفحص الدراسة الأولى التي أُجريت في إيطاليا، التغييرات المحتملة التي تطرأ على الطبقة العصبية عندما تفشل الإجراءات الأخرى في اكتشاف نشاط المرض، وهي الحالة التي تُعرف باسم “عدم وجود نشاط اعتلالي” (NEDA). وكثيراً ما تُعرَّف حالة عدم وجود نشاط اعتلالي (NEDA) بعدم وجود انتكاس سريري، أو بعدم التدهور في حالات العجز، أو بعدم اكتشاف آفات جديدة بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي. في هذه الدراسة الإيطالية، درس الباحثون حالة 72 مريضاً وأجروا عدداً من الاختبارات تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي والقياسات السريرية الأخرى. كما أخذوا قياس العصب
وقد وُجد في هذه الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم ترقق أكبر في طبقة الألياف العصبية في خلفية الشبكيّة تزيد احتمالية تعرضهم لآفات جديدة في الدماغ، وقد اكتُشفت بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي. وعلاوة على ذلك، كان الترقق الزائد مؤشرًا على تدهور في حالات العجز أيضًا.
وبشكل عام، فعند فحص أعين الأشخاص الذين لم يظهر عليهم نشاط اعتلالي (NEDA)، وُجد لديهم ترقق بدرجة أقل من أولئك الذين ظهرت عليهم علامات واضحة على نشاط المرض. يعني الأمر إلى أن هذه الطريقة البسيطة يمكن استخدامها لقياس واكتشاف نشاط المرض.
ما يثير الاهتمام أن بعض الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد قد يعانون نوبات التهاب العصب البصري، والتي يهاجم خلالها جهاز المناعة الأعصاب المرتبطة بالعينين. وتشير تقارير سابقة إلى أن مثل هذه الهجمات قد تعزز ترقق تلك الأعصاب. وقد يؤدي ذلك إلى تعقيد هذا الاختبار المحتمل، بما يفضي إلى تشخيص بوجود مستوى أعلى من ترقّي المرض عن المستوى الفعلي. ومع ذلك، وجد الباحثون في هذه الدراسة أن الهجمات السابقة لالتهاب العصب البصري لم تؤثر على معدّل ترقق الألياف العصبية للشبكيّة عند حساب متوسطها على مدار سنتين. وحظيت هذه النتيجة بمزيد من التأكيد عن طريق التقرير الثاني، والذي حلل التغييرات التي طرأت على طبقة الألياف العصبية في شبكيّة العينين على مدار خمس سنوات. وقارن الباحثون بين معدّل الترقق لدى الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد الذين تعرّضوا للإصابة بالتهاب العصب البصري والذين لم يتعرّضوا له.
توضّح هذه الدراسة التي أجريت على الأشخاص الذين تعرّضوا لنوبات التهاب العصب البصري أن الألياف العصبية في الشبكيّة كانت أكثر رقة من الألياف العصبية عند غير المصابين بالتهاب العصب البصري. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن التهاب العصب البصري يمكن أن يتسبب في تسريع الترقق في فترات زمنية مؤقتة، فبمجرد توقف النوبات، يظل المعدل الإجمالي للترقق كما هو دون أي تأثير عليه. يشير هذا الأمر إلى أنه بمرور الوقت يمكن أن يكون معدّل التغير الذي يطرأ على العين علامة على ما يحدث داخل الدماغ.
وتشير تلك الدراسات معاً إلى أن فحص الألياف العصبية الموجودة في خلفية العين قد يوفّر طريقة سهلة غير تغلغلية لقياس مستوى نشاط التصلّب المتعدد الذي يجري بصفة عامة في الدماغ والأجزاء الأخرى من الجسم. ومن شأن ذلك أن يساعد في توجيه القرارات العلاجية وتحديد ما إذا كان العلاج الصحيح قيد الاستخدام.
شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.