استخدام البيانات في تحديد العلاج المناسب لحالة كل فرد
بات العلماء يستخدمون قاعدة بيانات كبرى لتطوير المعادلات القادرة على التنبؤ باستجابة كل فرد للعلاج المعيّن قبل بدء استخدامه.
Last updated: 6th November 2017
لقد أبرزت [مبادرة الصحة الدماغية للتصلب المتعدد] أهمية التدخل المبكّر الفعال في منع الإعاقات طويلة الأمد في حالات التصلّب المتعدد. ومع ذلك، وحيث إنّ التصلب المتعدد يختلف من شخصٍ لآخر، ويستجيب كل فردٍ للأدوية بطريقة مختلفة تماماً، فمن الصعب الوصول إلى العلاج المناسب للشخص المناسب في مرحلة مبكّرة من المرض. وغالباً ما يعني ذلك أنّ المرضى يقضون فترة طويلة من التجربة والخطأ في محاولةٍ للعثور على العلاج الفعال، مما يؤدي إلى احتمال حدوث تلفٍ عصبي.
وقد بات الباحثون يستخدمون قاعدة بيانات سريرية كبرى حول العالم خاصة بمرضى التصلّب المتعدد تُسمّى “قاعدة التصلّب المتعدد” (MSBase) للتنبؤ باستجابة كل فرد للعلاج. تحتوي “قاعدة التصلّب المتعدد” (MSBase) على معلومات سريرية لأكثر من 52000 فرد من ذوي التصلّب المتعدد حول العالم. وقد قاد هذه الدراسة الدكتور ’توماس كالينيك‘ من جامعة ملبورن، أستراليا، واستخدم البيانات الخاصة بنحو 9000 مريض في قاعدة البيانات المذكورة لتطوير معادلةٍ قادرة على التنبؤ باستجابة كل فرد للعلاج.
وباستخدام البيانات من 117 مستشفى وعيادة للتصلّب المتعدد في 34 بلداً، نظر العلماء إلى تصنيفات العُمر والجنس ومسار المرض ومدة المرض والعلاجات السابقة والتغيرات في الإعاقات وأنواع أعراض التصلّب المتعدد وعدد الآفات وموقعها. وباستخدام كل هذه المعلومات، حاولوا التنبؤ بنتائج الخيارات العلاجية المختلفة للتصلّب المتعدد.
وبمجرد وصولهم إلى معادلة، طبّق العلماء تلك المعادلة على مجموعة بيانات المرضى المستقلّة من السجلّ السويدي للتصلّب المتعدد لمعرفة مدى نجاحها. واكتشفوا أنهم قادرين بدرجة معقولة من التنبؤ باستجابة الفرد لعلاجه في أكثر من 80% من الحالات. وعلى وجه التحديد، تمكنوا من التنبؤ بالإعاقة ونتائج الانتكاس. وقد حقق الباحثون بعض النجاح في التنبؤ بتحوّل التصلب المتعدد الانتكاسي الترددي إلى مترقٍّ ثانوي.
وعلى سبيل المثال، أظهر هذا النموذج للعلاجات عن طريق الحقن وجود احتمالية أو فرصة أكبر في ارتقاء الإعاقة خلال المعالجة إذا كانت هناك إعاقة أكبر عند بدء المعالجة، وأنّ العلاجات السابقة المستخدَمة تؤثِّر كذلك في النتيجة. وبالنسبة لعقاقير فنجوليمود وناتالزوماب أو ميتوكزانترون، كان ترقّي المرض مصحوباً أساساً بنشاط أدنى لما قبل المعالجة. وأثبتوا كذلك أن توليفة العوامل التي درسوها اتسمت بقيمة تنبؤية أعلى من كل معامل فردي متغيّر.
يتيح العلماء النموذج الخاص بهم لأطباء الأعصاب المُعالِجين من خلال أداة موجودة على الإنترنت تسمح بترجمة هذا البحث سريعاً بما يحقق النفع في العيادات. وعلى الرغم من أن هذه المعادلة لا تعطي الأطباء إجابة حاسمة حول المعالجة الأفضل، فإنها تساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة بشكل أكبر قد تقلل من تأثير التصلب المتعدد على من يعانون منه.
قال الدكتور ’ماثيو مايلز‘، الرئيس التنفيذي للجمعية الأسترالية للتصلّب المتعدد، أنّ التصلّب المتعدد شديد التنوع والتعقيد، ولكن معالجته مبكراً تؤدي إلى نتائج أفضل كثيراً على المدى الطويل. “لقد نتج عن هذه الدراسة الأخيرة أداة ابتكارية من شأنها أن تُتيح لأطباء الأعصاب القدرة على التنبؤ بالدواء الأنسب من خلال التشاور مع مرضاهُم.”
وفي حين أن التنبؤات قد لا تكون دقيقة بنسبة 100%، فإنها ستحسّن بشكل كبير فُرص مطابقة العلاج المناسِب مع المريض المناسِب في الوقت المناسِب، مما سيترك أثراً إيجابياً على المرضى.