التشخيص: التبكير والدقة
أصبح تشخيص مرض التصلب المتعدد في الآونة الأخيرة أكثر سرعة وكفاءة، إلا أن الأبحاث الجديدة تفيد أنه ثمة طرق ما يزال علينا اكتشافها لتحسين التشخيص من أجل ضمان القيام بالتشخيص الصحيح في وقت مبكر قدر الإمكان
Last updated: 1st September 2021
هناك إجماع واسع على أن التشخيص المبكر هو المفتاح لضمان تحقيق النتائج الأفضل للأشخاص ذوي التصلب المتعدد على المدى الطويل. وفيما يتعلق بصحة الدماغ على وجه الخصوص: تؤكد مبادرة “الوقت عامل حاسم في التصلب المتعدد” (Time Matters in MS) على التشخيص والتدخل المبكرين من أجل الحفاظ على صحة الدماغ عند الأشخاص ذوي التصلب المتعدد.
وبالرغم من ذلك، لا تخلو علاجات التصلب المتعدد من مخاطر وآثار جانبية. وبالتالي، لا بُد من إيجاد توازن بين الضغط لإجراء تشخيص مبكر وإجراء تشخيص صحيح أيضاً، بحيث لا يُعالج أشخاص ليس لديهم تصلب متعدد بطريقة غير مناسبة.
وفي سياق الجهود المبذولة لتطوير طرق التشخيص، نشرت المجموعة الأوروبية للتصوير بالرنين المغناطيسي في التصلب المتعدد (MAGNIMS) عملاً بحثياً يقارن مجموعتين متباينتين من معايير التشخيص. وقد استُخدمت تلك المعايير لتحديد أي فئة من الأشخاص تظهر عليهم علامات مبكرة ممكنة من التصلب المتعدد هُم الأكثر احتمالاً في انتقال تشخيص حالتهم الكامل إلى تصلب متعدد مؤكَّد سريرياً. وقد نُشر البحث في مجلة طب الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النفسي.
ويعتمد تشخيص التصلب المتعدد على مبدأ “الانتشار في المساحة والزمن”. ويعني هذا المبدأ أن الشخص يجب أن يتعرض لأكثر من نوبة أو آفة خلال فترة من الزمن، و/أو في أكثر من موضع في الدماغ و/أو الحبل الشوكي.
وقد نُشرت مجموعتا المعايير اللتان خضعتا للمقارنة عام 2010. وأجرى الباحثون دراسة لمقارنة قدرة هاتين الطريقتين على توقّع تشخيص التصلب المتعدد شملت87 شخصاً، وقدّمت أعراض المتلازمة السريرية المعزولة إلى خمس عيادات مختلفة للتصلب المتعدد في أنحاء أوروبا.
وتستخدم معايير ماكدونالد التصوير بالرنين المغناطيسي MRI للبحث عن الآفات، وعند وجود آفات جديدة فقط يجري تشخيص الشخص عند ذلك بالمتلازمة السريرية المعزولة (CIS). وفي حال اكتشاف دلائل على وجود آفة حديثة وآفة سابقة، يتم تشخيص الشخص بأنّ لديه تصلب متعدد. وتشبه معايير فيليبي-2010 المعايير السابقة، إلا أنها تتضمن أيضاً مواضع محددة للآفات، لا سيما اكتشاف آفة واحدة على الأقل في القشرة (الجزء الخارجي من الدماغ)، وهي ما يطلق عليها “آفات ما داخل القشرة”.
وقد وجد الباحثون أن مجموعتي المعايير توفران مؤشرات حساسة للغاية تجاه توقع ما إذا كان الأشخاص الذين حصلوا على تشخيص المتلازمة السريرية المعزولة سيتحولون إلى أشخاص ذوي تصلب متعدد مؤكد سريرياً. لكن معايير فيليبي تمكنت من توقّع التحول للتصلب المتعدد بشكل أكثر تحديداً، واستبعاد أية حالات أخرى.
وقد خلصت النتائج إلى أن تضمين “آفات ما داخل القشرة” في التقييم التشخيصي للمرضى الحاصلين على تشخيص المتلازمة السريرية المعزولة سيؤدي إلى تحسين التوقع والتشخيص المبكرين للتصلب المتعدد بصورة كبيرة. وقد ظهر أن “آفات ما داخل القشرة” موجودة لدى 40% من ذوي التصلب المتعدد، وليس لدى المرضى ذوي حالات عصبية أخرى.
ويمكن أن يكون تصوير “آفات ما داخل القشرة” واكتشافها أكثر صعوبة من تصوير واكتشاف الآفات الموجودة في مواضع أخرى من الدماغ والحبل الشوكي. ومع ذلك فقد أظهرت هذه الدراسة أهمية تلك المعايير في اكتشاف الأشخاص الذين يرجح أن يظهر لديهم تصلب متعدد.
وتستدعي الحاجة إجراء مزيدٍ من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج وتيسير استخدام عدد أكبر من العيادات لهذه الميزة التشخيصية، إلا أنّ استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لعمل تشخيص أكثر دقة وتوفير معلومات حول تطور المرض للأشخاص ذوي التصلب المتعدد آخذ في التحوّل إلى عمليةٍ أكثر تطوراً شيئاً فشيئا.