التدخين ومرض التصلّب العصبي المُتعدّد
يزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد، سواءً أكنت مدخنًا أو من خلال التدخين السلبي. ويزداد خطر الإصابة بالتصلّب العصبي المُتعدّد مدى الحياة من خلال التعرض للتدخين في أثناء الطفولة.
Last updated: 29th August 2023
ماذا يوجد في هذه الصفحة؟
من المرجح أن ينتقل المدخنون من مرض التصلّب العصبي المُتعدّد الانتكاسي الترددي إلى مرض التصلّب العصبي المُتعدّد المترقي مقارنةً بغير المدخنين ويُصابون بمستويات أعلى من الإعاقة طويلة الأمد. ومن المرجح أن يتم تشخيص المدخنين المصابين بالمتلازمة المعزولة سريريًا على أنهم مصابون بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد في المستقبل أكثر من غير المدخنين. وقد يقلل التدخين أيضًا من كفاءة عمل الأدوية المعدِّلة للمرض. بيد أنّ الوقت لم يفُت بعد؛ إذ يمكن أن يقلل الإقلاع عن التدخين من معدّل الانتكاس ويقلل من الأعراض وشدتها ويؤخر ظهور مرض التصلّب العصبي المُتعدّد المترقي.
بيانات رئيسية
يدخن مليارا شخص على ظهر هذا الكوكب السجائر. ويعني ذلك أن أكثر من واحد يعاقر التدخين من كل أربعة أشخاص. ويموت ثمانية ملايين شخص بسبب التدخين كل عام. ونسبة الأشخاص المصابين بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد المدخنين أعلى من نسبة العامة المدخنين. والمدخنون معرضون لخطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد بنسبة تصل إلى 50٪ أكثر من غير المدخنين.
تدخين التبغ
ملحوظة: يشير التدخين في هذه المقالة إلى تدخين السجائر، ما لم ينص على خلاف ذلك.
توجد ثلاثة أشكال من التعرض للتدخين: (1) التدخين الأولي، عندما تدخن أنت بنفسك؛ و(2) التعرض للدخان غير المباشر، عندما تستنشق دخان الأشخاص القريبين منك؛ و(3) التعرض للتدخين قبل الولادة، إذ يتعرض الجنين لتأثيرات تدخين الأم.
يقتل التدخين أكثر من ثمانية ملايين شخص كل عام. ويزيد التدخين بدرجة كبيرة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة والسكتة الدماغية. ويُطلق تدخين التبغ أنواعًا مختلفة من الجزيئات السامة في جسم الإنسان التي تسبب تهيّج الرئة وتقلل من قدرة الجسم على إصلاح التلف. كما أنه يولّد استجابة التهابية في خلايا الرئة. وبمعنى آخر، فإنّ التدخين يتسبب في إيجاد بيئة التهابية في الجسم. وبالنسبة إلى الأشخاص المصابين بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد، فإن الالتهاب الإضافي يكون عكس ما يريده المرء تمامًا. علاوةً على ذلك، فإنّ التدخين يؤدي إلى الإصابة بأمراض الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية، بما يشمل النوبات القلبية والسكتة الدماغية، ويقلل من تحمّل أداء التمارين الرياضية. وتقلل كل هذه المخاوف الصحية المرضية المشتركة من صحة الأشخاص المتعايشين مع مرض التصلّب العصبي المُتعدّد ووظائفهم، فضلاً عن تقليص متوسط العمر المتوقع.
التدخين ومرض التصلّب العصبي المُتعدّد
يزيد التعرض للتدخين من خطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد مقارنةً بالعامة. والمدخنون معرضون لخطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد بنسبة تبلغ 50٪ أكثر من غير المدخنين. وقد يتناسب خطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد لدى المدخنين مع عدد السجائر التي يجري تدخينها. ويشير العلماء إلى ذلك بأنه “تأثير يعتمد على الجرعات”. وبالمثل، فإنّ الدراسات تشير إلى أنه كلما طالت فترة تعرضك للتدخين السلبي، زاد خطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد. ويرتبط التعرض لدخان التبغ في أثناء الطفولة بخطر الإصابة بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد، إذ يكون الأطفال الذين ينشؤون في منازل مع مدخنين معرضين لمخاطر متزايدة للإصابة بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد في مرحلة الطفولة أو في مرحلة البلوغ.
يُرجى ملاحظة أنّ معظم الدراسات التي تتناول مخاطر الإصابة بالتصلّب العصبي المُتعدّد قد أُجريت باستخدام السجلات السويدية. ويعني ذلك أنه يصعب استقراء هذه النتائج على مَن ليسوا ذوي أصول أوروبية شمالية.
تأثير التدخين في نشاط المرض وتطوره
للتدخين آثار ضارة في نشاط مرض التصلّب العصبي المُتعدّد وتطوره.
وتشير الدراسات إلى أن المدخنين الذين يعانون مرض التصلّب العصبي المُتعدّد الانتكاسي الترددي أكثر عرضةً للإصابة بالتصلّب العصبي المُتعدّد المترقي الثانوي – بما يصل إلى ثماني سنوات قبل غير المدخنين.
بالمقارنة مع غير المدخنين، قد يعاني المدخنون أعراضًا أكثر حدةً لمرض التصلّب العصبي المُتعدّد. وتشمل بعض الأعراض التي يمكن أن تتفاقم بسبب التدخين التعب والألم ومشكلات الإدراك (مثل: الذاكرة والتفكير) والتحكم في العضلات أو ضعفها وتدهور حركة اليد أو الذراع وفقدان التوازن وفقدان البصر.
باستخدام تقنية مسح الدماغ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، توصلت الدراسات إلى أن المدخنين المصابين بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد يعانون معدل ضمور في الدماغ أعلى من غير المدخنين، وقد يعانون أيضًا المزيد من الآفات المُعَزِّزة، التي تُعدّ علامة على نشاط المرض.
تأثيرات التدخين في علاج التصلّب العصبي المُتعدّد
يوجد عدد محدود من الدراسات التي تصف تأثير التدخين في فعالية العلاجات المعدّلة للمرض. وقد ارتبط التدخين بتكوين أجسام مضادة معادلة لإنترفيرون بيتا وناتاليزوماب، ما يقلل بدوره من فعالية تلك العلاجات.
التدخين والحمْل
يجب على النساء اللاتي يحاولن الحمل أو الحوامل التوقف عن التدخين وتجنب التواجد في غرف مع مدخنين. وتوجد أدلة دامغة على أن التدخين النشط والتعرض للتدخين غير المباشر يضران بالجنين. ويزيد التعرض للتدخين من خطر وفاة الجنين لدى ولادته والولادة المبكرة. وتشير بعض الدراسات أيضًا إلى أن تدخين الأم مرتبط بالإصابة بعيوب خلقية.
ومن غير المعروف ما إذا كانت المدخنات المصابات بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد معرضات بدرجة أكبر لنتائج الحمل السيئة مقارنة بالمدخنات ولكنهن غير مصابات بمرض التصلّب العصبي المُتعدّد.
تدخين السجائر الإلكترونية
أصبح تدخين السجائر الإلكترونية، أمرًا شائعًا بصورة متزايدة. وغالبًا ما يُوصف بأنه “خيار أكثر صحة” ولكن يوجد نقص في كلٍّ من الإرشادات البحثية والتنظيمية المتعلقة به. وقد توصلت بعض الدراسات إلى أن التدخين الإلكتروني يمكن أن يهيج الرئتين أو يدمر خلايا الجسم. وكلاهما قد يكون له تأثير سلبي في مرض التصلّب العصبي المُتعدّد. وقد يكون البديل للمساعدة في الإقلاع عن التدخين هو المنتجات البديلة للنيكوتين، مثل: العلكة ولصقات النيكوتين.
تدخين الحشيش
توجد أدلة محدودة للغاية على آثار تدخين الحشيش والتصلّب العصبي المُتعدّد. وعلى الرغم من أن بعض الحكومات تسمح باستخدام بعض المنتجات الطبية المشتقة من الحشيش لتخفيف بعض أعراض مرض التصلّب العصبي المُتعدّد، مثل: التشنج، فإن ذلك لا يشبه تدخين الحشيش.
وتوجد أدلة متزايدة على الآثار الضارة لتدخين الحشيش في وظائف الرئة، ويجب التحذير من هذه المخاطر، لا سيما من يخلطون الحشيش مع التبغ.
فوائد الإقلاع عن التدخين
- يقلل الإقلاع عن التدخين من تأثير مرض التصلّب العصبي المُتعدّد
- يقلل الإقلاع عن التدخين من مخاطر الإعاقة المتقدمة
- يقلل الإقلاع عن التدخين من احتياجات الرعاية الصحية وزيارات المستشفى ويعزز الصحة العامة
- يقلل الإقلاع عن التدخين من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو التهابات الرئة أو السرطان، وكل ذلك يزيد من تأثير مرض التصلّب العصبي المُتعدّد
- إنّ التدخين مكلف ويقلل من توفر الأموال للأنشطة الصحية الأخرى أو للعلاجات
تصريحات أعضائنا عن التدخين
تتضمن الصفحات التالية المستمدة من أعضائنا معلومات إضافية عن التدخين ومرض التصلّب العصبي المُتعدّد، جنبًا إلى جنب مع مجموعات الدعم المحلية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين
- جمعية التصلّب المُتعدِّد في المملكة المتحدة
الجمعية الإيطالية للتصلّب المُتعدِّد (AISM)
الجمعية الوطنية للتصلّب المُتعدِّد (USA)
الجمعية الأسترالية للتصلّب العصبي المُتعدِّد
الجمعية الإسبانية للتصلّب المُتعدِّد (EME)
جمعية التصلّب العصبي المُتعدِّد في كندا
لمزيد من الدعم بشأن الإقلاع عن التدخين، ألقِ نظرة على صفحة موارد منظمة الصحة العالمية الخاصة باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين: https://www.who.int/campaigns/world-no-tobacco-day/2021/quitting-toolkit