إعادة التأهيل
تعتبر عملية إعادة التأهيل جزءًا من مداواة التصلّب العصبي المُتعدّد التي تركز على أداء الوظائف
Last updated: 26th October 2021
بالنسبة للعديد من الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد، فإن العلاج الدوائي وحده غير قادر على معالجة أعراض معينة بشكل كافٍ، أو في بعض الحالات، معالجة تطور الحالة. ومن هنا فإن إعادة التأهيل تُشكل إحدى مكونات المداواة الشاملة للتصلّب العصبي المُتعدِّد التي تركز على الوظائف، وتضيف استراتيجيات غير دوائية لرعاية هذا الشخص.
تهدف إعادة التأهيل في التصلّب العصبي المُتعدِّد إلى تشجيع الاستقلالية وتحسين جودة الحياة من خلال البرامج التي تهدف لإشراك الشخص المتعايش مع التصلّب العصبي المُتعدِّد في تحديد أولويات العلاج. فعلى سبيل المثال، قد يحتاج الفرد إلى المساعدة في التنقل، أو تذكر الأشياء بشكل أفضل، أو الشعور بأقل قدر من الإرهاق.
للتأكد من أن إعادة التأهيل هي العملية الأكثر فعالية، فمن المهم أن يعمل جميع أعضاء الفريق معًا، ويتعين أن يشمل الفريق الشخص المتعايش مع التصلّب العصبي المُتعدِّد وعائلته، الذين يعملون عن كثب مع خبراء في عدد من التخصصات، بما في ذلك المهنيين المطلعين على التمارين، والمساعدات الفنية، والتخاطب والبلع، والجوانب المهنية والاستشارات.
يتعاون فريق إعادة التأهيل بهدف وضع خطة تلبي احتياجات الشخص المتعايش مع التصلّب العصبي المُتعدِّد، مع مراعاة أولوياته وأسلوب حياته ورغباته.
تمت مناقشة بعض التخصصات الرئيسية أدناه. يمكن العثور على مزيد من المعلومات الشاملة في التصلب العصبي المتعدد في دائرة الضوء – إعادة التأهيل.
العلاج الطبيعي
يُستخدم هذا النوع من إعادة التأهيل بشكل أساسي بعد الانتكاسة أو عندما يجد الشخص أنه لم يعد قادرًا على القيام بمهام معينة؛ على سبيل المثال، إذا كان الشخص يتعرض لضعف متزايد في ساقيه، يمكن أن يساعده العلاج الطبيعي في تحسين القوة والتحكم من خلال تمارين المقاومة. ويمكن التخفيف من تصلب العضلات والتشنجات عن طريق تمارين الإطالة وتقنيات التموضع التي يعلمها له أخصائي العلاج الطبيعي.
علاج التخاطب والبلع
قد يتعرض بعض الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد لمشاكل في التخاطب والبلع، اعتمادًا على مكان حدوث الآفات في الجهاز العصبي المركزي. ويقوم أخصائي التخاطب والبلع بإجراء تقييم شامل لمناطق الشفاه والحنجرة واللسان والحلق لتحديد المشاكل الرئيسية، ومن ثم يستخدم استراتيجيات للمساعدة في حل المشاكل، مثل تغيير وضع الرأس أو الجسم، واقتراح ضوابط أثناء البلع أو تغيير النظام الغذائي.
العلاج الوظيفي
يركز هذا النوع من العلاج على المهارات المهمة لمواصلة أداء الوظائف والمهام اليومية للحياة، ومنها على سبيل المثال، الغسيل، وارتداء الملابس، والطبخ، والمشي، والكتابة، والذهاب إلى العمل أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو الترفيهية. حيث يقوم المعالج الوظيفي بتقييم كل فرد ثم العمل معه للمساعدة في استعادة الوظائف، أو اقتراح طرق أخرى للقيام بالأمور والأشياء، أو تقديم الاستشارات بشأن المساعدة أو التأقلم وهذه الاستشارات قد تساعد الشخص، على سبيل المثال، في الإمساك بالدرابزين في الحمام.
إعادة التأهيل المهني
توفر عملية إعادة التأهيل هذه الخدمات والدعم والتدريب لتمكين الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدِّد من الحصول على وظائف والمحافظة عليها والارتقاء بها. فعلى سبيل المثال، يمكن للمعالجين العمل مع شخص ما لتحديد التغييرات في مكان العمل التي ستساعدهم على البقاء في وظائفهم والمساعدة في تنفيذها، ومنها أيضًا التغييرات في يوم عملهم أو أدوات مساعدة الذاكرة. ويمكنهم أيضًا تقديم الاستشارات بشأن حقوقهم القانونية.
تقديم الاستشارات
إن تقديم الاستشارات للأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد لا يقتصر فقط على الاستماع وتقديم النصائح، بل يمكن أن يساعد أيضًا في حالات عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ المصاحبة للتصلّب العصبي المُتعدِّد. كما تمنح الاستشارات الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدِّد فرصة لمناقشة المشاكل الشخصية المتعلقة بحالتهم مع شخص محايد.
وقد يشمل ذلك الحديث والتطرق إلى الضغوطات العائلية التي يسببها التصلّب العصبي المُتعدِّد ومناقشة الاستراتيجيات مثل إعادة تعيين المهام المنزلية. وقد يكون الحصول على تشخيص للتصلّب العصبي المُتعدِّد محيرًا وقد يشعر الشخص بالعزلة والوحدة؛ ومن هنا يمكن أن تقدم الاستشارات الدعم العاطفي اللازم خلال هذا الوقت.